ترقية الحساب

رواية: "عرش الظلال"


---

الجزء الأول: بداية العاصفة

الفصل الأول: النبوءة الضائعة

كان الظلام يُغطي السماء، كأن العالم قد نسي معنى الضوء. مملكة إيلينور التي اشتهرت بجمالها تحوّلت إلى أرض من الخراب. منذ سنوات، حلّ عليها ما يُسمى بـ"الليل الأبدي"؛ شمسٌ لا تُشرق، ونجومٌ باهتة بلا بريق.

في قرية صغيرة على أطراف المملكة، كان يعيش رين، شابٌ في العشرين من عمره. كان مجرد حدّاد بسيط، يقضي أيامه في صنع السيوف وإصلاح الدروع، لكن داخله كان يشعر دائمًا بأن هناك شيئًا أكبر بانتظاره.

في تلك الليلة، وبينما كان يعمل في ورشته تحت وهج النار المتراقصة، دخل عليه شيخ غريب المظهر. كان يرتدي عباءة رمادية ممزقة، وعيناه غائرتان كأنهما تحملان قرونًا من الألم.

قال الشيخ بصوت مُرتعش:

"هل أنت... رين ابن فالور؟"


نظر رين إلى الشيخ باندهاش:

"ومن أنت؟ كيف تعرف اسم والدي؟"

"لم يَعُد هناك وقت للأسئلة. أنت الوحيد الذي يُمكنه إيقاف الظلام. لقد اختارك القدر يا فتى."


ارتفع صوت الرياح في الخارج فجأة، وأصبحت كأنها تهمس بأصوات غريبة. وقبل أن يُكمل الشيخ كلامه، سمع رين صرخة مدوية من خارج الورشة. ركض للخارج ليرى ما يحدث، وما رآه جعله يتجمّد في مكانه.

كانت السماء قد انشقّت، وخرجت منها مخلوقات الظلال. أشكال بلا ملامح، تتلوى مثل الدخان الأسود وتبتلع كل ما يقف في طريقها.

صاح الشيخ وهو يُلقي بـ"خريطة قديمة" نحو رين:

"اهرب! ابحث عن مفتاح النور قبل فوات الأوان!"


قبل أن يفهم رين شيئًا، انقضت إحدى المخلوقات على الشيخ، وابتلعته بالكامل. كان المشهد مرعبًا، لكن رين لم يجد وقتًا للتفكير. أمسك بالخريطة وركض بكل ما أوتي من قوة نحو الغابة المجاورة، بينما صرخات الناس تتلاشى خلفه.


---

الفصل الثاني: الهروب إلى المجهول

لم يعرف رين إلى أين يقوده الطريق. الغابة كانت مظلمة بشكل غريب، كأن الظلال تلاحقه حتى هنا. كان يسمع أصواتًا غريبة خلفه، خطوات ثقيلة وأصوات أنين بعيدة.

جلس ليلتقط أنفاسه أخيرًا، وأخرج الخريطة القديمة من جيبه. كانت الخريطة تُظهر ممالك قديمة اندثرت منذ زمن، وفي منتصفها علامة غريبة على شكل شمس يتوسطها خنجر.

"مفتاح النور..." تمتم رين لنفسه.


وفجأة، سمع صوتًا خلفه:

"لا تتحرك."


استدار ببطء ليجد سيفًا مُسلطًا على رقبته. أمامه وقفت فتاة ترتدي درعًا جلديًا أسود، وعينان زرقاوان لامعتان كالجليد.

"من أنت؟ ولماذا تتجول هنا؟" سألته بحدة.

"اسمي رين... أنا فقط أحاول الهرب من الظلال."


نظرت إليه بشك ثم قالت:

"أنت تكذب. ما الذي تحمله بيدك؟"


لم يُجب رين، لكن الفتاة انتزعت الخريطة من يده ونظرت إليها بذهول.

"هذه... خريطة المفاتيح السبعة! من أين حصلت عليها؟"

"شيخ غريب أعطاني إياها قبل أن تقتله الظلال."


تغيرت ملامحها للحظة، وكأنها تُدرك شيئًا ما.

"اسمي ليلين. أنا مُطاردة الظلال، وأعرف إلى أين يجب أن نذهب. لكنني أحذّرك: الطريق الذي ستسلكه... لن يكون فيه عودة."


لم يكن لرين خيار آخر. وافق على مرافقة ليلين، وبدأت رحلتهما الطويلة للبحث عن "مفتاح النور" لإنقاذ العالم من الظلام الأبدي.


---

الفصل الثالث: مدينة الرمال

قادتهما الخريطة إلى صحراء زادار، وهي أرض قاحلة لا يجرؤ أحد على دخولها بسبب العواصف الرملية ومخلوقات الرمال التي تأكل البشر.

بعد أيام من السير، وصلا أخيرًا إلى أطلال قديمة تُعرف باسم "مدينة الرمال". كانت المدينة مدفونة تحت الكثبان، لكن ليلين عرفت أن هناك سرًا مدفونًا تحت الأرض.

"الخريطة تشير إلى وجود مدخل تحت تمثال الأسد الكبير."


وبينما كانا يُزيحان الرمال للبحث عن المدخل، ظهر أمامهما فجأة رجل ضخم بعيون حمراء ووشوم سوداء تُغطي جسده.

"أنتم تُحاولون سرقة المفتاح، أليس كذلك؟"


قال الرجل بصوت كالرعد وهو يرفع فأسه الضخم.

حاول رين الدفاع عن نفسه، لكن الرجل كان أقوى منه بكثير. وبينما كاد يهوي بالفأس على رين، أطلقت ليلين سهمًا ناريًا أصابه في كتفه.

صاح الرجل بغضب:

"لن تهربوا أحياء من هنا!"


وبدأ الرمل من حولهم يتحرك، كأن المدينة نفسها قد استيقظت لتبتلعهم.


---

الفصل الرابع: مفتاح الرمال

ركضا بأقصى سرعة نحو التمثال، حيث وجدا بابًا حجريًا ضخمًا بدأ ينفتح ببطء.

"أسرع! لن يصمد الباب طويلًا!" صاحت ليلين.


دخلا إلى الداخل، ليجدا قاعة ضخمة تتوسطها منصة حجرية، وفي المنتصف كان هناك خنجر ذهبي يُشع بضوء غريب.

"هذا هو مفتاح الرمال!" قال رين بدهشة.


لكن قبل أن يلمسه، انغلق الباب خلفهم وظهر ظل أسود عملاق يتشكل ببطء.

"لقد وجدتم المفتاح، لكنكم لن تخرجوا به أحياء..."


رفع رين الخنجر، وشعر بقوة غريبة تسري في جسده. لأول مرة، أدرك أن هذا السلاح ليس مجرد خنجر، بل هو سلاح قديم قادر على مواجهة الظلام.

"سنرى من سينجو..." همس رين وهو يتجه لمواجهة الظل العملاق.

الجزء الثاني: رحلة العواصف

الفصل الخامس: صراع الظلال

بينما كان رين يرفع الخنجر الذهبي، بدأ الظل العملاق يتحرك بسرعة مفاجئة، وكأن الظلام نفسه قد استجاب لوجوده. كانت مخلوقاته تتجمع حوله، تتحرك في تناغم غريب كما لو كانت تجسد تجسيدًا حقيقيًا للظلام الأعمق.

قالت ليلين بنبرة يملؤها التوتر:

"احذر، إنه ليس مجرد مخلوق عادي! إنه حارس المدخل، لا يمكن هزيمته بسهولة."


لكن رين شعر بشيء مختلف. كانت يده تشع بقوة غير مرئية، وكأن الخنجر أصبح جزءًا من كيانه. شعر أنه أصبح قادرًا على توجيه تلك الطاقة ضد الظلام نفسه.

أغمض عينيه للحظة، وتذكر كلمات الشيخ قبل موته: "إنك تمتلك قوة أعمق مما تدرك."

أطلق رين ضوءًا أزرق ساطعًا من الخنجر، واندفع به نحو الظل. عندما اصطدم الضوء بالمخلوق، انفجر الظل إلى قطع داكنة، ولكن ليس بالكامل. المخلوق أعاد تكوين نفسه بسرعة، لكنه أصبح أضعف بكثير.

"يجب أن تركز على مصدر قوته!" صاحت ليلين. "إنه يعتمد على الظلال، يجب أن تقطع الاتصال بينه وبين الظلام."


مركزًا نظرته على الظلام المحيط، استجمع رين كل ما في جسده من قوة وسحب ضوءًا من الخنجر، موجهًا إياه نحو السماء. في تلك اللحظة، بدأت السماء تتناثر بالأضواء، وكأن الشمس نفسها قد عادت لتضيء الأرض بعد غياب طويل.

الظلام بدأ يتفكك، وكلما ضاقت الدائرة حول المخلوق، أصبح ضعيفًا أكثر. فجأة، انفجر الظلام وتحطمت كتلته، وتحولت إلى غبار يتناثر في الهواء.

ولكن قبل أن يحتفلوا بالنصر، سمعوا صوتًا آخر. صوت خفيف، ولكن واضح، يأتي من العمق المظلم للمدينة:

"لم تنته المعركة بعد..."



---

الفصل السادس: السر القديم

بينما كان رين وليلين يتنفسان الصعداء، تقدما إلى الداخل حيث كانت المدينة المدفونة تحت الرمال. وصلوا إلى غرفة ضخمة، تمتلئ بالجدران المنقوشة والأبراج التي تحيط بها، وعندما اقتربوا من مركز الغرفة، ظهر أمامهم تمثال ضخم لرجل ملثم يحمل سيفًا طويلًا.

"هذه هي علامة البطل الذي سيعيد توازن العالم..." همست ليلين.

"البطل؟" تساءل رين، "هل تعني أنني يجب أن أكون هو؟"

"ليس أنت فقط، بل كل من حارب الظلام على مر العصور. لكن فقط من يكتشف سره الحقيقي هو من يستطيع الانتصار."


في تلك اللحظة، انفتحت أرضية الغرفة فجأة، وكأنها تنقض على الأرض بأكملها. كانت غرفة سرية تحت الأرض تضم مجموعة من الكتب القديمة.

"هذه هي كتب النبوءة... وهي مفتاح كل شيء." قالت ليلين وهي تفتح أحد الكتب.


فجأة، خرج منها شعاع ضوء أزرق ساطع، وكأنها كانت تطلق روحًا قديمة.

قال الكتاب بصوت مسموع:

"الشخص الذي يحمل الخنجر الذهبي هو من سيتحدى الظلال. لكن هناك سرًا مظلمًا لا يعلمه أحد... وفي النهاية، سيتعين عليه التضحية بكل شيء لفتح بوابة النور."

"هل هذا يعني أن هناك ثمنًا باهظًا؟" سأل رين وهو يشعر بالقلق.

"نعم، ولكن هذا هو السبيل الوحيد لعودة النور للعالم." ردت ليلين.



---

الفصل السابع: عودة إلى الظلام

بينما كانوا يستعدون للمغادرة، شعر رين بشيء غير مألوف في الجو. كانت الغرفة تتغير، تتحول كما لو كانت مدينة حية تتنفس. في تلك اللحظة، أدرك أن مغامرتهم لم تكن قد بدأت بعد.

بينما كانوا يخرجون من المدينة القديمة، شعروا بظلام جديد يلتف حولهم من كل جانب. كانت الظلال تتحرك بشكل غير عادي، وكأنها كانت تُراقبهم، تترقب اللحظة التي يخطون فيها الخطوة الأخيرة.

قال رين بحزم:

"لن نتوقف حتى نصل إلى هدفنا. سنهزم الظلام مهما كان الثمن."

الجزء الثالث: الملعونة والمفاتيح

الفصل الثامن: الأسرار العميقة

بعد مغادرة مدينة الرمال القديمة، بدأ رين وليلين رحلتهما عبر الأراضي المظلمة، حيث كانت الظروف أكثر قسوة من أي وقت مضى. كان الظلام الذي يحيط بهما يتزايد، وكان يحجب الرؤية ويعمي الطريق. كما كانت الرياح تعوي حولهم بشكل غريب، وكأن هناك قوة خفية تحاول إبعادهم عن مسارهم.

قالت ليلين بنبرة قلق:

"الظلال تقوى. إنها تعلم أننا في طريقنا للعثور على المفاتيح. ويجب أن نكون حذرين، فالمفاتيح ليست مجرد أدوات، بل هي أسرار قديمة قد تؤدي إلى النهاية الحتمية."


لكن رين، على الرغم من القلق الذي كان يشعر به، كان عازمًا على المضي قدمًا. شعر أنه أصبح أكثر ارتباطًا بالخنجر الذهبي، وكأن هذا السلاح أصبح جزءًا من روحه.

بينما كانوا يسيرون عبر الغابة المظلمة، شعروا فجأة بحركة غير طبيعية في الجو. وتوقفت ليلين فجأة، ثم نظرت حولها في توتر، وقالت:

"إنها هنا... الملعونة."

"من؟" سأل رين، متسائلًا في خوف.

"الملعونة... هي شخصية قديمة، كانت تعرف بقدرتها على إخفاء نفسها بين الظلال. لكن قوتها الحقيقية تكمن في قدرتها على اختراق عقول من حولها. لن تتمكن من رؤيتها أو الشعور بها، لكنها ستكون دائمًا هناك، تراقبنا."


بينما كانت ليلين تشرح، شعر رين بشيء غريب يقترب. فجأة، ظهرت أمامهم كائنات ضبابية، كانت تطفو في الهواء، وأعينها الحمراء تلمع في الظلام.

"احذروا!" صاحت ليلين، لكن الكائنات كانت أسرع من أن يتمكنوا من الهروب منها.


رغم الهجوم، كان الخنجر الذهبي يضيء بعنف، كأن الطاقة المتدفقة فيه تتزايد. رفع رين الخنجر بسرعة، وأطلق شعاعًا ضوئيًا نحو الكائنات الضبابية، مما أدى إلى تدميرها على الفور.

"لقد نجونا... ولكن لا تنخدعوا، الملعونة فقط بدأت في اللعب معنا."



---

الفصل التاسع: مفتاح النار

بينما كانت الرحلة تستمر، بدأ رين يشعر بأن الطريق كان أكثر صعوبة. كانت الظلال تهاجمهم من كل جهة، وكأنها تدرك أنهم في طريقهم إلى المكان الذي سيعيد النور للعالم.

وصلوا أخيرًا إلى جبل النار، وهو مكان يُقال أنه يحتوي على مفتاح النار، وهو أحد المفاتيح السبعة التي يجب العثور عليها لتحرير العالم من الظلام الأبدي. كان الجبل محاطًا بلهب متصاعد، وكأن الأرض نفسها كانت تشتعل.

"هل أنت مستعد؟" سألته ليلين، وهي تحدق في الجبل.

"لن نسمح للظلام بالاستمرار. يجب أن نفعل هذا." أجاب رين بثقة.


بينما كانا يقتربان من قمة الجبل، اكتشفا أن هناك فخاخًا قديمة على الطريق، تم تركيبها لحماية مفتاح النار. كانت الأرض تنفجر تحت أقدامهم، وكان لهب الجبال يزداد اشتعالًا مع كل خطوة.

وصلوا أخيرًا إلى معبد قديم، وكان داخله تمثال ضخم للإله الذي يُقال إنه كان يحرس مفتاح النار. كان التمثال يواجه فوهة بركانية صغيرة، حيث كان مفتاح النار موضوعًا في مكانه، يضيء بلهب أحمر قانٍ.

"اللحظة قد حانت..." همست ليلين.


لكن قبل أن يقترب رين، سمع صوتًا عميقًا يرن في أذنه:

"لن تلمسوا المفتاح."


ظهر أمامهم حارس النار، كائن ضخم مشتعلة عيناه بالنار. كان يلوح بسيف ناري، ويبدو وكأنه مصمم على منعهم من الحصول على المفتاح.

قال رين وهو يقف بثبات:

"لن نتراجع. نحن هنا من أجل إنقاذ العالم."


حارس النار ضحك، وقال:

"لتكن المعركة إذن."


كانت المعركة شرسة. كلما اقترب رين من المفتاح، كان حارس النار يهاجم بقوة أكبر، متسببًا في انفجارات نارية هائلة. ولكن بفضل الخنجر الذهبي، بدأ رين في مقاومة النيران، واستخدام الضوء الأزرق الساطع لصد هجمات حارس النار.

في النهاية، بعد صراع طويل، استطاع رين هزيمة حارس النار باستخدام قوة الخنجر الذهبي، واستولى على مفتاح النار.

"لقد حصلنا عليه... ولكن هناك المزيد." قال رين وهو يلتقط المفتاح، ويسقط في صمت تام.



---

الفصل العاشر: بين النار والظل

بعد الحصول على مفتاح النار، شعر رين بشيء غريب يلتف حول قلبه. كانت الظلال تحيط بهم أكثر من أي وقت مضى، وكأنها تحاول الانتقام.

بينما كانوا يستعدون للرحيل من جبل النار، شعروا بقوة غريبة تلاحقهم. على الرغم من أنهم حصلوا على المفتاح، فإن المعركة لم تنته بعد. الظلال أصبحت أقوى، وكان لديهم هدف واحد: تدمير كل من يحاول إيقافهم.

قالت ليلين بصوت غامض:

"نحن على حافة الهاوية، رين. الظلال ليست مجرد عدو. هي كائنات قديمة، أكثر تعقيدًا مما نتصور. يجب أن نكون مستعدين لمواجهة العواقب."

"سوف نواجهها معًا." رد رين بحزم. "لن نتراجع."
الجزء الرابع: مفترق الطرق

الفصل الحادي عشر: النداء الأخير

بينما كانت رياح الظلام تعصف بكل شيء حولهم، شعر رين وليلين أن الوقت بدأ ينفد. كانت الظلال في تزايد مستمر، وكانت المخلوقات المظلمة تلاحقهما في كل مكان. كان الطريق الذي يسلكانه محفوفًا بالمخاطر والمفاجآت، وكل خطوة كانت تقودهما إلى اكتشاف جديد في عالمهم المظلم.

"علينا أن نجد باقي المفاتيح قبل أن يزداد الظلام قوة." قال رين وهو ينظر إلى الخنجر الذهبي بين يديه، الذي أصبح يلمع بشكل غريب أكثر من أي وقت مضى.

"نعم، ولكن علينا أن نكون حذرين. الظلال ليست فقط كائنات، بل هي أيضاً كائنات ذكية. إذا تركنا أي شيء غير مكتمل، فإنها ستنقض علينا بلا رحمة." قالت ليلين، وعينها تلمعان بقلق.


بينما كانا يسيران عبر الغابات المظلمة التي أصبحت أكثر كثافة مع مرور الوقت، لاحظا شيئًا غريبًا في الأفق. كانت هناك بقعة من النور، تتوهج كالشمس في وسط الظلام.

"هل ترين هذا؟" سأل رين بقلق.

"نعم، يبدو كأنه المكان الذي سنجد فيه المفتاح التالي." قالت ليلين، وبدأت خطواتهما تتسارع باتجاه النور.


لكن ما إن اقتربا من البقعة، حتى شعروا بشيء غير طبيعي يملأ الأجواء. كانت هناك بوابة ضخمة مصنوعة من الحجارة السوداء، تبرز من قلب الظلام، وكأنها كانت تنتظر قدومهما.

وقفت ليلين على مقربة من البوابة وقالت:

"هذه البوابة تقود إلى العالم الآخر. إذا عبرنا من خلالها، سنكون في قلب الظلام، المكان الذي يسيطر عليه الأقوياء. ولكن إذا أردنا إيقاف الظلال، علينا أن نواجهه هناك."

"لن نعود إلى الوراء." قال رين بحسم، وكان يقبض على الخنجر بشدة. "سنفعل هذا الآن."



---

الفصل الثاني عشر: العالم الآخر

مع مرور كل ثانية، شعر رين وكأنهما ينجذبان إلى البوابة. وعندما عبرا من خلالها، وجدوا أنفسهم في مكان لا يشبه أي مكان شاهدهما من قبل. كانت الأرض مظلمة تمامًا، والسماء ممتلئة بغيوم ثقيلة، لكن ما لفت نظرهما أكثر هو أن الظلال كانت تتناثر في كل مكان، كما لو أن المكان نفسه كان ينبض بوجود الظلام.

"لقد وصلنا... إلى عالمهم." همست ليلين، وهي تحاول أن تحافظ على هدوئها.

"أين المفاتيح الأخرى؟" سأل رين، بينما كان يلتفت حوله بحثًا عن أي دليل.


لكن سرعان ما سمعا صوتًا غريبًا، كأن الأرض نفسها تتنفس. فجأة، ظهرت أمامهما الظلال الحقيقية، وهي مخلوقات ضخمة، تتحرك ببطء نحوهم، أعينها تتوهج بلهب قاتم.

"لن تخرجوا من هنا أحياء..." قال أحد المخلوقات بصوت عميق.


كانت المعركة بلا رحمة، وتدفق الضوء الأزرق من الخنجر الذهبي في محاولة لصد الظلال. لكن مع كل ضربة، كانت الظلال تزداد قوة، وكأنها لا تنتهي أبدًا.

"لا يمكننا الهزيمة!" صاحت ليلين، بينما كانت تخوض معركة مع إحدى المخلوقات.

"السر يكمن في النور!" قال رين فجأة، وكأن كلمة أخيرة قد لمحت في عقله. "يجب أن نستخدم المفتاح الحقيقي."


رفع الخنجر الذهبي إلى السماء، وبمجرد أن فعل ذلك، انفجر شعاع من الضوء العظيم اخترق الظلال وأدى إلى تدميرها، لكنهم شعروا بأن هناك شيء أكبر في انتظارهم.


---

الفصل الثالث عشر: الخيانة

بينما كانوا يستعدون لمغادرة العالم الآخر، شعر رين بشيء غريب يتحرك في قلبه. كان يعتقد أن الظلام قد انتهى، لكن شيئًا ما بدا غير صحيح. وفجأة، توقفت ليلين أمامه، ووجهها يلتوي بحزن.

"ما الذي يحدث؟" سأل رين في قلق.

"أنا... لست الشخص الذي تعتقد." قالت ليلين بصوت منخفض، بينما كانت تبتسم ابتسامة باردة. "لقد كنت جزءًا من الظلال منذ البداية."


لم يستطع رين تصديق ما سمعه. كان قلبه يتفطر من الألم، وهو ينظر إليها في صدمة.

"لكن لماذا؟ لقد ساعدتني طوال الوقت!"

"لقد كنت أنت الأمل الأخير. كنت الشخص الذي سيعيد توازن العالم، لكنني كنت أحتاجك لفتح البوابة الأخيرة." قالت ليلين، وعينها تتوهج بالقوة. "الظلال كانت مجرد بداية. أنت، رين، ستكون آخر أمل للبشرية... ولكنك ستدمرهم في النهاية."


انقضت ليلين على رين فجأة، محاولة أخذ الخنجر منه. ولكن في اللحظة الأخيرة، استجمع رين قوته، ورمى الخنجر نحو السماء، حيث انفجر ضوءه في سيل من النور، محطّمًا المخلوقات الظلامية المحيطة به.

ولكن مع ذلك، كانت ليلين قد أطلقت طلقة قاتلة نحو رين، ليشعر فجأة بشيء ثقيل يتساقط على قلبه.


---

الفصل الرابع عشر: النور الأخير

كانت الأرض تميل، والظلام يعم كل شيء. رغم الألم الذي كان يشعر به، استطاع رين أن يلتقط الخنجر مرة أخرى، ورفع رأسه نحو السماء التي بدأت تنقشع الغيوم. شعر بأن هذه اللحظة هي اللحظة الحاسمة.

"لن أسمح لك بالفوز..." تمتم رين بصوت ضعيف.


وبقوة غير مفهومة، سحب كل طاقته، وفتح بوابة النور. في اللحظة نفسها، انفجر العالم إلى شعاع من الضوء الساطع. كانت الظلال تتلاشى بسرعة، والمخلوقات تنفجر في الهواء، حتى اختفى كل شيء في ضوء باهر.

لكن رين لم يعد يرى سوى النور... حتى سقط مغشيًا عليه.


---

الفصل الخامس عشر: الفجر الجديد

استفاق رين ليجد نفسه في عالم جديد، لا الظلال فيه، ولا المخلوقات المظلمة. كان العالم قد عاد إلى الحياة، والشمس تُشرق من جديد.

كان الطريق أمامه مفتوحًا. وبالرغم من كل التضحيات، فقد أنقذ البشرية.

لكن في قلبه، شعر بشيء غريب. كان العالم قد عاد إلى النور، ولكن... هل كان هذا النور هو ذاته الذي أراده؟ أم أن التضحية قد أخذت منه أكثر مما كان يستطيع تحمله؟
لو كملت قراءة صلى علي سيدنا محمد عليه افضل الصلاه والسلام
رواية: "عرش الظلال" --- الجزء الأول: بداية العاصفة الفصل الأول: النبوءة الضائعة كان الظلام يُغطي السماء، كأن العالم قد نسي معنى الضوء. مملكة إيلينور التي اشتهرت بجمالها تحوّلت إلى أرض من الخراب. منذ سنوات، حلّ عليها ما يُسمى بـ"الليل الأبدي"؛ شمسٌ لا تُشرق، ونجومٌ باهتة بلا بريق. في قرية صغيرة على أطراف المملكة، كان يعيش رين، شابٌ في العشرين من عمره. كان مجرد حدّاد بسيط، يقضي أيامه في صنع السيوف وإصلاح الدروع، لكن داخله كان يشعر دائمًا بأن هناك شيئًا أكبر بانتظاره. في تلك الليلة، وبينما كان يعمل في ورشته تحت وهج النار المتراقصة، دخل عليه شيخ غريب المظهر. كان يرتدي عباءة رمادية ممزقة، وعيناه غائرتان كأنهما تحملان قرونًا من الألم. قال الشيخ بصوت مُرتعش: "هل أنت... رين ابن فالور؟" نظر رين إلى الشيخ باندهاش: "ومن أنت؟ كيف تعرف اسم والدي؟" "لم يَعُد هناك وقت للأسئلة. أنت الوحيد الذي يُمكنه إيقاف الظلام. لقد اختارك القدر يا فتى." ارتفع صوت الرياح في الخارج فجأة، وأصبحت كأنها تهمس بأصوات غريبة. وقبل أن يُكمل الشيخ كلامه، سمع رين صرخة مدوية من خارج الورشة. ركض للخارج ليرى ما يحدث، وما رآه جعله يتجمّد في مكانه. كانت السماء قد انشقّت، وخرجت منها مخلوقات الظلال. أشكال بلا ملامح، تتلوى مثل الدخان الأسود وتبتلع كل ما يقف في طريقها. صاح الشيخ وهو يُلقي بـ"خريطة قديمة" نحو رين: "اهرب! ابحث عن مفتاح النور قبل فوات الأوان!" قبل أن يفهم رين شيئًا، انقضت إحدى المخلوقات على الشيخ، وابتلعته بالكامل. كان المشهد مرعبًا، لكن رين لم يجد وقتًا للتفكير. أمسك بالخريطة وركض بكل ما أوتي من قوة نحو الغابة المجاورة، بينما صرخات الناس تتلاشى خلفه. --- الفصل الثاني: الهروب إلى المجهول لم يعرف رين إلى أين يقوده الطريق. الغابة كانت مظلمة بشكل غريب، كأن الظلال تلاحقه حتى هنا. كان يسمع أصواتًا غريبة خلفه، خطوات ثقيلة وأصوات أنين بعيدة. جلس ليلتقط أنفاسه أخيرًا، وأخرج الخريطة القديمة من جيبه. كانت الخريطة تُظهر ممالك قديمة اندثرت منذ زمن، وفي منتصفها علامة غريبة على شكل شمس يتوسطها خنجر. "مفتاح النور..." تمتم رين لنفسه. وفجأة، سمع صوتًا خلفه: "لا تتحرك." استدار ببطء ليجد سيفًا مُسلطًا على رقبته. أمامه وقفت فتاة ترتدي درعًا جلديًا أسود، وعينان زرقاوان لامعتان كالجليد. "من أنت؟ ولماذا تتجول هنا؟" سألته بحدة. "اسمي رين... أنا فقط أحاول الهرب من الظلال." نظرت إليه بشك ثم قالت: "أنت تكذب. ما الذي تحمله بيدك؟" لم يُجب رين، لكن الفتاة انتزعت الخريطة من يده ونظرت إليها بذهول. "هذه... خريطة المفاتيح السبعة! من أين حصلت عليها؟" "شيخ غريب أعطاني إياها قبل أن تقتله الظلال." تغيرت ملامحها للحظة، وكأنها تُدرك شيئًا ما. "اسمي ليلين. أنا مُطاردة الظلال، وأعرف إلى أين يجب أن نذهب. لكنني أحذّرك: الطريق الذي ستسلكه... لن يكون فيه عودة." لم يكن لرين خيار آخر. وافق على مرافقة ليلين، وبدأت رحلتهما الطويلة للبحث عن "مفتاح النور" لإنقاذ العالم من الظلام الأبدي. --- الفصل الثالث: مدينة الرمال قادتهما الخريطة إلى صحراء زادار، وهي أرض قاحلة لا يجرؤ أحد على دخولها بسبب العواصف الرملية ومخلوقات الرمال التي تأكل البشر. بعد أيام من السير، وصلا أخيرًا إلى أطلال قديمة تُعرف باسم "مدينة الرمال". كانت المدينة مدفونة تحت الكثبان، لكن ليلين عرفت أن هناك سرًا مدفونًا تحت الأرض. "الخريطة تشير إلى وجود مدخل تحت تمثال الأسد الكبير." وبينما كانا يُزيحان الرمال للبحث عن المدخل، ظهر أمامهما فجأة رجل ضخم بعيون حمراء ووشوم سوداء تُغطي جسده. "أنتم تُحاولون سرقة المفتاح، أليس كذلك؟" قال الرجل بصوت كالرعد وهو يرفع فأسه الضخم. حاول رين الدفاع عن نفسه، لكن الرجل كان أقوى منه بكثير. وبينما كاد يهوي بالفأس على رين، أطلقت ليلين سهمًا ناريًا أصابه في كتفه. صاح الرجل بغضب: "لن تهربوا أحياء من هنا!" وبدأ الرمل من حولهم يتحرك، كأن المدينة نفسها قد استيقظت لتبتلعهم. --- الفصل الرابع: مفتاح الرمال ركضا بأقصى سرعة نحو التمثال، حيث وجدا بابًا حجريًا ضخمًا بدأ ينفتح ببطء. "أسرع! لن يصمد الباب طويلًا!" صاحت ليلين. دخلا إلى الداخل، ليجدا قاعة ضخمة تتوسطها منصة حجرية، وفي المنتصف كان هناك خنجر ذهبي يُشع بضوء غريب. "هذا هو مفتاح الرمال!" قال رين بدهشة. لكن قبل أن يلمسه، انغلق الباب خلفهم وظهر ظل أسود عملاق يتشكل ببطء. "لقد وجدتم المفتاح، لكنكم لن تخرجوا به أحياء..." رفع رين الخنجر، وشعر بقوة غريبة تسري في جسده. لأول مرة، أدرك أن هذا السلاح ليس مجرد خنجر، بل هو سلاح قديم قادر على مواجهة الظلام. "سنرى من سينجو..." همس رين وهو يتجه لمواجهة الظل العملاق. الجزء الثاني: رحلة العواصف الفصل الخامس: صراع الظلال بينما كان رين يرفع الخنجر الذهبي، بدأ الظل العملاق يتحرك بسرعة مفاجئة، وكأن الظلام نفسه قد استجاب لوجوده. كانت مخلوقاته تتجمع حوله، تتحرك في تناغم غريب كما لو كانت تجسد تجسيدًا حقيقيًا للظلام الأعمق. قالت ليلين بنبرة يملؤها التوتر: "احذر، إنه ليس مجرد مخلوق عادي! إنه حارس المدخل، لا يمكن هزيمته بسهولة." لكن رين شعر بشيء مختلف. كانت يده تشع بقوة غير مرئية، وكأن الخنجر أصبح جزءًا من كيانه. شعر أنه أصبح قادرًا على توجيه تلك الطاقة ضد الظلام نفسه. أغمض عينيه للحظة، وتذكر كلمات الشيخ قبل موته: "إنك تمتلك قوة أعمق مما تدرك." أطلق رين ضوءًا أزرق ساطعًا من الخنجر، واندفع به نحو الظل. عندما اصطدم الضوء بالمخلوق، انفجر الظل إلى قطع داكنة، ولكن ليس بالكامل. المخلوق أعاد تكوين نفسه بسرعة، لكنه أصبح أضعف بكثير. "يجب أن تركز على مصدر قوته!" صاحت ليلين. "إنه يعتمد على الظلال، يجب أن تقطع الاتصال بينه وبين الظلام." مركزًا نظرته على الظلام المحيط، استجمع رين كل ما في جسده من قوة وسحب ضوءًا من الخنجر، موجهًا إياه نحو السماء. في تلك اللحظة، بدأت السماء تتناثر بالأضواء، وكأن الشمس نفسها قد عادت لتضيء الأرض بعد غياب طويل. الظلام بدأ يتفكك، وكلما ضاقت الدائرة حول المخلوق، أصبح ضعيفًا أكثر. فجأة، انفجر الظلام وتحطمت كتلته، وتحولت إلى غبار يتناثر في الهواء. ولكن قبل أن يحتفلوا بالنصر، سمعوا صوتًا آخر. صوت خفيف، ولكن واضح، يأتي من العمق المظلم للمدينة: "لم تنته المعركة بعد..." --- الفصل السادس: السر القديم بينما كان رين وليلين يتنفسان الصعداء، تقدما إلى الداخل حيث كانت المدينة المدفونة تحت الرمال. وصلوا إلى غرفة ضخمة، تمتلئ بالجدران المنقوشة والأبراج التي تحيط بها، وعندما اقتربوا من مركز الغرفة، ظهر أمامهم تمثال ضخم لرجل ملثم يحمل سيفًا طويلًا. "هذه هي علامة البطل الذي سيعيد توازن العالم..." همست ليلين. "البطل؟" تساءل رين، "هل تعني أنني يجب أن أكون هو؟" "ليس أنت فقط، بل كل من حارب الظلام على مر العصور. لكن فقط من يكتشف سره الحقيقي هو من يستطيع الانتصار." في تلك اللحظة، انفتحت أرضية الغرفة فجأة، وكأنها تنقض على الأرض بأكملها. كانت غرفة سرية تحت الأرض تضم مجموعة من الكتب القديمة. "هذه هي كتب النبوءة... وهي مفتاح كل شيء." قالت ليلين وهي تفتح أحد الكتب. فجأة، خرج منها شعاع ضوء أزرق ساطع، وكأنها كانت تطلق روحًا قديمة. قال الكتاب بصوت مسموع: "الشخص الذي يحمل الخنجر الذهبي هو من سيتحدى الظلال. لكن هناك سرًا مظلمًا لا يعلمه أحد... وفي النهاية، سيتعين عليه التضحية بكل شيء لفتح بوابة النور." "هل هذا يعني أن هناك ثمنًا باهظًا؟" سأل رين وهو يشعر بالقلق. "نعم، ولكن هذا هو السبيل الوحيد لعودة النور للعالم." ردت ليلين. --- الفصل السابع: عودة إلى الظلام بينما كانوا يستعدون للمغادرة، شعر رين بشيء غير مألوف في الجو. كانت الغرفة تتغير، تتحول كما لو كانت مدينة حية تتنفس. في تلك اللحظة، أدرك أن مغامرتهم لم تكن قد بدأت بعد. بينما كانوا يخرجون من المدينة القديمة، شعروا بظلام جديد يلتف حولهم من كل جانب. كانت الظلال تتحرك بشكل غير عادي، وكأنها كانت تُراقبهم، تترقب اللحظة التي يخطون فيها الخطوة الأخيرة. قال رين بحزم: "لن نتوقف حتى نصل إلى هدفنا. سنهزم الظلام مهما كان الثمن." الجزء الثالث: الملعونة والمفاتيح الفصل الثامن: الأسرار العميقة بعد مغادرة مدينة الرمال القديمة، بدأ رين وليلين رحلتهما عبر الأراضي المظلمة، حيث كانت الظروف أكثر قسوة من أي وقت مضى. كان الظلام الذي يحيط بهما يتزايد، وكان يحجب الرؤية ويعمي الطريق. كما كانت الرياح تعوي حولهم بشكل غريب، وكأن هناك قوة خفية تحاول إبعادهم عن مسارهم. قالت ليلين بنبرة قلق: "الظلال تقوى. إنها تعلم أننا في طريقنا للعثور على المفاتيح. ويجب أن نكون حذرين، فالمفاتيح ليست مجرد أدوات، بل هي أسرار قديمة قد تؤدي إلى النهاية الحتمية." لكن رين، على الرغم من القلق الذي كان يشعر به، كان عازمًا على المضي قدمًا. شعر أنه أصبح أكثر ارتباطًا بالخنجر الذهبي، وكأن هذا السلاح أصبح جزءًا من روحه. بينما كانوا يسيرون عبر الغابة المظلمة، شعروا فجأة بحركة غير طبيعية في الجو. وتوقفت ليلين فجأة، ثم نظرت حولها في توتر، وقالت: "إنها هنا... الملعونة." "من؟" سأل رين، متسائلًا في خوف. "الملعونة... هي شخصية قديمة، كانت تعرف بقدرتها على إخفاء نفسها بين الظلال. لكن قوتها الحقيقية تكمن في قدرتها على اختراق عقول من حولها. لن تتمكن من رؤيتها أو الشعور بها، لكنها ستكون دائمًا هناك، تراقبنا." بينما كانت ليلين تشرح، شعر رين بشيء غريب يقترب. فجأة، ظهرت أمامهم كائنات ضبابية، كانت تطفو في الهواء، وأعينها الحمراء تلمع في الظلام. "احذروا!" صاحت ليلين، لكن الكائنات كانت أسرع من أن يتمكنوا من الهروب منها. رغم الهجوم، كان الخنجر الذهبي يضيء بعنف، كأن الطاقة المتدفقة فيه تتزايد. رفع رين الخنجر بسرعة، وأطلق شعاعًا ضوئيًا نحو الكائنات الضبابية، مما أدى إلى تدميرها على الفور. "لقد نجونا... ولكن لا تنخدعوا، الملعونة فقط بدأت في اللعب معنا." --- الفصل التاسع: مفتاح النار بينما كانت الرحلة تستمر، بدأ رين يشعر بأن الطريق كان أكثر صعوبة. كانت الظلال تهاجمهم من كل جهة، وكأنها تدرك أنهم في طريقهم إلى المكان الذي سيعيد النور للعالم. وصلوا أخيرًا إلى جبل النار، وهو مكان يُقال أنه يحتوي على مفتاح النار، وهو أحد المفاتيح السبعة التي يجب العثور عليها لتحرير العالم من الظلام الأبدي. كان الجبل محاطًا بلهب متصاعد، وكأن الأرض نفسها كانت تشتعل. "هل أنت مستعد؟" سألته ليلين، وهي تحدق في الجبل. "لن نسمح للظلام بالاستمرار. يجب أن نفعل هذا." أجاب رين بثقة. بينما كانا يقتربان من قمة الجبل، اكتشفا أن هناك فخاخًا قديمة على الطريق، تم تركيبها لحماية مفتاح النار. كانت الأرض تنفجر تحت أقدامهم، وكان لهب الجبال يزداد اشتعالًا مع كل خطوة. وصلوا أخيرًا إلى معبد قديم، وكان داخله تمثال ضخم للإله الذي يُقال إنه كان يحرس مفتاح النار. كان التمثال يواجه فوهة بركانية صغيرة، حيث كان مفتاح النار موضوعًا في مكانه، يضيء بلهب أحمر قانٍ. "اللحظة قد حانت..." همست ليلين. لكن قبل أن يقترب رين، سمع صوتًا عميقًا يرن في أذنه: "لن تلمسوا المفتاح." ظهر أمامهم حارس النار، كائن ضخم مشتعلة عيناه بالنار. كان يلوح بسيف ناري، ويبدو وكأنه مصمم على منعهم من الحصول على المفتاح. قال رين وهو يقف بثبات: "لن نتراجع. نحن هنا من أجل إنقاذ العالم." حارس النار ضحك، وقال: "لتكن المعركة إذن." كانت المعركة شرسة. كلما اقترب رين من المفتاح، كان حارس النار يهاجم بقوة أكبر، متسببًا في انفجارات نارية هائلة. ولكن بفضل الخنجر الذهبي، بدأ رين في مقاومة النيران، واستخدام الضوء الأزرق الساطع لصد هجمات حارس النار. في النهاية، بعد صراع طويل، استطاع رين هزيمة حارس النار باستخدام قوة الخنجر الذهبي، واستولى على مفتاح النار. "لقد حصلنا عليه... ولكن هناك المزيد." قال رين وهو يلتقط المفتاح، ويسقط في صمت تام. --- الفصل العاشر: بين النار والظل بعد الحصول على مفتاح النار، شعر رين بشيء غريب يلتف حول قلبه. كانت الظلال تحيط بهم أكثر من أي وقت مضى، وكأنها تحاول الانتقام. بينما كانوا يستعدون للرحيل من جبل النار، شعروا بقوة غريبة تلاحقهم. على الرغم من أنهم حصلوا على المفتاح، فإن المعركة لم تنته بعد. الظلال أصبحت أقوى، وكان لديهم هدف واحد: تدمير كل من يحاول إيقافهم. قالت ليلين بصوت غامض: "نحن على حافة الهاوية، رين. الظلال ليست مجرد عدو. هي كائنات قديمة، أكثر تعقيدًا مما نتصور. يجب أن نكون مستعدين لمواجهة العواقب." "سوف نواجهها معًا." رد رين بحزم. "لن نتراجع." الجزء الرابع: مفترق الطرق الفصل الحادي عشر: النداء الأخير بينما كانت رياح الظلام تعصف بكل شيء حولهم، شعر رين وليلين أن الوقت بدأ ينفد. كانت الظلال في تزايد مستمر، وكانت المخلوقات المظلمة تلاحقهما في كل مكان. كان الطريق الذي يسلكانه محفوفًا بالمخاطر والمفاجآت، وكل خطوة كانت تقودهما إلى اكتشاف جديد في عالمهم المظلم. "علينا أن نجد باقي المفاتيح قبل أن يزداد الظلام قوة." قال رين وهو ينظر إلى الخنجر الذهبي بين يديه، الذي أصبح يلمع بشكل غريب أكثر من أي وقت مضى. "نعم، ولكن علينا أن نكون حذرين. الظلال ليست فقط كائنات، بل هي أيضاً كائنات ذكية. إذا تركنا أي شيء غير مكتمل، فإنها ستنقض علينا بلا رحمة." قالت ليلين، وعينها تلمعان بقلق. بينما كانا يسيران عبر الغابات المظلمة التي أصبحت أكثر كثافة مع مرور الوقت، لاحظا شيئًا غريبًا في الأفق. كانت هناك بقعة من النور، تتوهج كالشمس في وسط الظلام. "هل ترين هذا؟" سأل رين بقلق. "نعم، يبدو كأنه المكان الذي سنجد فيه المفتاح التالي." قالت ليلين، وبدأت خطواتهما تتسارع باتجاه النور. لكن ما إن اقتربا من البقعة، حتى شعروا بشيء غير طبيعي يملأ الأجواء. كانت هناك بوابة ضخمة مصنوعة من الحجارة السوداء، تبرز من قلب الظلام، وكأنها كانت تنتظر قدومهما. وقفت ليلين على مقربة من البوابة وقالت: "هذه البوابة تقود إلى العالم الآخر. إذا عبرنا من خلالها، سنكون في قلب الظلام، المكان الذي يسيطر عليه الأقوياء. ولكن إذا أردنا إيقاف الظلال، علينا أن نواجهه هناك." "لن نعود إلى الوراء." قال رين بحسم، وكان يقبض على الخنجر بشدة. "سنفعل هذا الآن." --- الفصل الثاني عشر: العالم الآخر مع مرور كل ثانية، شعر رين وكأنهما ينجذبان إلى البوابة. وعندما عبرا من خلالها، وجدوا أنفسهم في مكان لا يشبه أي مكان شاهدهما من قبل. كانت الأرض مظلمة تمامًا، والسماء ممتلئة بغيوم ثقيلة، لكن ما لفت نظرهما أكثر هو أن الظلال كانت تتناثر في كل مكان، كما لو أن المكان نفسه كان ينبض بوجود الظلام. "لقد وصلنا... إلى عالمهم." همست ليلين، وهي تحاول أن تحافظ على هدوئها. "أين المفاتيح الأخرى؟" سأل رين، بينما كان يلتفت حوله بحثًا عن أي دليل. لكن سرعان ما سمعا صوتًا غريبًا، كأن الأرض نفسها تتنفس. فجأة، ظهرت أمامهما الظلال الحقيقية، وهي مخلوقات ضخمة، تتحرك ببطء نحوهم، أعينها تتوهج بلهب قاتم. "لن تخرجوا من هنا أحياء..." قال أحد المخلوقات بصوت عميق. كانت المعركة بلا رحمة، وتدفق الضوء الأزرق من الخنجر الذهبي في محاولة لصد الظلال. لكن مع كل ضربة، كانت الظلال تزداد قوة، وكأنها لا تنتهي أبدًا. "لا يمكننا الهزيمة!" صاحت ليلين، بينما كانت تخوض معركة مع إحدى المخلوقات. "السر يكمن في النور!" قال رين فجأة، وكأن كلمة أخيرة قد لمحت في عقله. "يجب أن نستخدم المفتاح الحقيقي." رفع الخنجر الذهبي إلى السماء، وبمجرد أن فعل ذلك، انفجر شعاع من الضوء العظيم اخترق الظلال وأدى إلى تدميرها، لكنهم شعروا بأن هناك شيء أكبر في انتظارهم. --- الفصل الثالث عشر: الخيانة بينما كانوا يستعدون لمغادرة العالم الآخر، شعر رين بشيء غريب يتحرك في قلبه. كان يعتقد أن الظلام قد انتهى، لكن شيئًا ما بدا غير صحيح. وفجأة، توقفت ليلين أمامه، ووجهها يلتوي بحزن. "ما الذي يحدث؟" سأل رين في قلق. "أنا... لست الشخص الذي تعتقد." قالت ليلين بصوت منخفض، بينما كانت تبتسم ابتسامة باردة. "لقد كنت جزءًا من الظلال منذ البداية." لم يستطع رين تصديق ما سمعه. كان قلبه يتفطر من الألم، وهو ينظر إليها في صدمة. "لكن لماذا؟ لقد ساعدتني طوال الوقت!" "لقد كنت أنت الأمل الأخير. كنت الشخص الذي سيعيد توازن العالم، لكنني كنت أحتاجك لفتح البوابة الأخيرة." قالت ليلين، وعينها تتوهج بالقوة. "الظلال كانت مجرد بداية. أنت، رين، ستكون آخر أمل للبشرية... ولكنك ستدمرهم في النهاية." انقضت ليلين على رين فجأة، محاولة أخذ الخنجر منه. ولكن في اللحظة الأخيرة، استجمع رين قوته، ورمى الخنجر نحو السماء، حيث انفجر ضوءه في سيل من النور، محطّمًا المخلوقات الظلامية المحيطة به. ولكن مع ذلك، كانت ليلين قد أطلقت طلقة قاتلة نحو رين، ليشعر فجأة بشيء ثقيل يتساقط على قلبه. --- الفصل الرابع عشر: النور الأخير كانت الأرض تميل، والظلام يعم كل شيء. رغم الألم الذي كان يشعر به، استطاع رين أن يلتقط الخنجر مرة أخرى، ورفع رأسه نحو السماء التي بدأت تنقشع الغيوم. شعر بأن هذه اللحظة هي اللحظة الحاسمة. "لن أسمح لك بالفوز..." تمتم رين بصوت ضعيف. وبقوة غير مفهومة، سحب كل طاقته، وفتح بوابة النور. في اللحظة نفسها، انفجر العالم إلى شعاع من الضوء الساطع. كانت الظلال تتلاشى بسرعة، والمخلوقات تنفجر في الهواء، حتى اختفى كل شيء في ضوء باهر. لكن رين لم يعد يرى سوى النور... حتى سقط مغشيًا عليه. --- الفصل الخامس عشر: الفجر الجديد استفاق رين ليجد نفسه في عالم جديد، لا الظلال فيه، ولا المخلوقات المظلمة. كان العالم قد عاد إلى الحياة، والشمس تُشرق من جديد. كان الطريق أمامه مفتوحًا. وبالرغم من كل التضحيات، فقد أنقذ البشرية. لكن في قلبه، شعر بشيء غريب. كان العالم قد عاد إلى النور، ولكن... هل كان هذا النور هو ذاته الذي أراده؟ أم أن التضحية قد أخذت منه أكثر مما كان يستطيع تحمله؟ لو كملت قراءة صلى علي سيدنا محمد عليه افضل الصلاه والسلام 😊
Love
1
·1كيلو بايت مشاهدة ·0 معاينة